-->
aatif errabiy aatif errabiy

مدخل عام لسيميولوجيا Sémiologie علم العلامات والرموز

 

مدخل عام لسيميولوجيا Sémiologie علم العلامات والرموز


1- من المكتوب إلى المرموز:

يعرف قاموس روبير الفرنسي السيميولوجيا "بأنها نظرية العلامات والمعنى وسريانهم في المجتمع". تتفرع السيميولوجيا عن السيميائيات العلم الذي يعنى بتحليل النصوص المكتوبة وتشريحها بطرق منهجية مختلفة عن القراءة الجمالية للنص الأدبي, هذا يساعد على كشف البنية الداخلية للنص وكيف تركب أول مرة, والأساليب البلاغية أو اللغوية التي استخدمت فيه من أجل إقناعنا والتأثير علينا.


عاطف الربعي السيميولوجيا Sémiologie

بينما تهتم السيميولوجيا Sémiologie علم العلامات بدراسة أنساق العلامات التي تنشأ في حضن المجتمع. ويعتبر (فردينارد دوسويسر  185- 1914) مؤسس هذا العلم، الذي يقول: (يمكن أن نؤسس علماً يدرس حياة العلامات داخل المجتمع، فيشكل هذا العلم جزءاً من علم النفس الاجتماعي، وسيُطلق عليه إسم علم العلامات. وسيمكننا هذا العلم من معرفة ماهية العلامات والقوانين المسيرة لها ).  وأصل الكلمة في اليونانية  Snoieme  أي العلامة، وجوهر هذا العلم بأوسع معانيه الرموز التي تشمل العلامات الطبيعية والصناعية وهدفه هو ضبط العلاقة بين الألفاظ والمفهومات أي بين العلامة والمُعلم، بمعنى أخر بين الفكر والواقع.                                                                                                                                                  
هناك من العلامات ما يضعها الإنسان اصطلاحا عن طريق إختراعها واصطناعها والاتفاق مع أخيه الإنسان على دلالاتها ومقاصدها مثل: اللغة الإنسانية ولغة إشارات المرور. وهناك علامات طبيعية وهي التي أفرزت بشكل عفوي وفطري لا دخل للإنسان فيها نذكر مثلا: أصوات الحيوانات وأصوات عناصر الطبيعة والمحاكيات الدالة على التوجع والتعجب والألم والصراخ والانفعال جراء حادث طبيعي وعرضي، فيصدر الإنسان أصوات من قبيل " آي، آه... إلخ.

ومن بعض جوانب هذه الأنظمة الدالة والتي تعمل باعتبارها آلة رمزية نذكر: الجسد الذي يخول لناظر إليه مشاهدة تعبيرات "سيميولوجيا" بلا ضفاف. فإلى جانب مجموعة من "الرموز"1 الجاثمة في الشوارع من ( إشهارات، وبنايات، وألوان، وإضاءة، وصور، وإعلانات...) هناك بنية أخر كاملة ومكتملة يلعب فيها الجسد دوراً مهماً في تنشيط السلوكات والتعبيرات التي لا يُختزل دورها فقط وحدودها على الأجساد الفردية كل واحد على حدا، بل كل الأفعال والأقوال والحركات والإشارات والعلامات والرموز لديها دلالة وأهمية لا تتوقف عند حد ما تم رصده سطحياً.
"ونحن أمام هذا الواقع المنفلت من قبضة التحليل كما يقر "مالك شبل" والمسكوة عنه، واللامفكر فيه واللامفصح عنه وبكلمة واحدة سلسلة من الطابوهات التي وعلى الرغم مما تتميز به من حركية وفاعلية داخل المجتمع، فإنها لازالت تحجبها جدران سميكة من الصمت العجيب.                     
فمن المتخيل الشفوي إلى سلوك يحصل في تعبيرات الواقع الإجتماعي الموضوعي.       
ومن اللغة المنطوقة إلى لغة الرموز.                                
ومن اللغة الرمزية إلى اللغة المكتوبة.                                   
ومن اللغة المكتوبة إلى "اللغة الجسد"2، ينتقل بنا مالك شبل عبر دراسته الموسوعية بين الجوانب الرمزية في أنتربولوجيا العلامات المغاربية التي تتعلق بالجسد وحركاته، وطرحه لأساسي حول علاقة الجسد بالحس الهامشي وبمحيطه العام وبتعبير واحد إنه يرمى بنفسه في قلب جسد يسمى سوسيولوجية المظهر"3                                                   

الدلالات غير اللفظية:
- رموز وإشارات

الدلالات اللفظية:
- كلمات وأصوات

دلالات غير لفظية وضعية:
- إشارات تواضع الناس عليها مثل الإشارات الطرقية.

دلالات لفظية وضعية:

- اللغة التي تواضع وتفق الناس على تسمية معينة (رجل, امرأة, الحرية...)

دلالات غير لفظية طبيعية:

- مثل الوجه الأصفر الدال علة الخوف أو الوجه الأحمر الخجل.

دلالات لفظية طبيعية:

- دلالات ومعاني فطرية خلقة في الإنسان ( مثل تعابير الفرح ههه, أو الآلم آهه...).

دلالات غير لفظية عقلية:
- إهتم بها الفلسفة وعلماء الكلام كدلالات الحادث (الفعل) على محدثه (الفاعل).

دلالات لفظية عقلية:
- كمبدأ السببية أي عن طريق فهم هذا الصوت الذي يصدر إنطلاقا من تعاقب الأحداث مثل صوت الباب في علاقته بالرياح.

 

 

2 – أصل الصورة:

إن المُتتبع للمعاني الأولى لمصطلح الصورة في المعاجم الكلاسيكية، والتي كانت تشهد تعددية في دلالة ( محاكاة، نسخة، وجه الشبه، تمثال، خاطر، مشابهة، ظل... ).                                   
توحي له هذه تعدد ببعض الطرق التي كانت ترسم بها الصورة، فمنذ مطلع القرن السادس عشر كانت تتسم بغموض أساسي في دلالتها الموازية، على التخيل البصري والكتابي والإدراكي والنفسي واللفظي. وهذه الانفصالية تستمر حتى الوقت الراهن، فانبثاق مطالب مؤسساتية جديدة ومقتضيات اجتماعية اختلطت عبرها أنواع كثيرة من الصور بالشبكات الاقتصادية المهيمنة وتصنيع الإنتاج الثقافي. وكانت أحد النتائج تهميش الصورة كشيء داخلي أو إنتاج عقلي.. لقد أصبحنا في مجتمع الصورة والذي يميزه هو علاقتنا بالصور أكثر منه بالأشياء أو الأحداث في حد ذاتها.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

 

1- الرمز Symbole: يسلك طريقة إثبات علاقة دائمة في الثقافة ما بين عنصريين ووضع اصطلاح ما عليهما. ( الميزان بوصفه رمز للعدالة).

2 - لغة الجسد: علم يدرس طرق التواصل الغير اللفظي، موضوع بحثه الأساسي هو التخاطب الغير لفظي اللاشعوري. ويحاول الإحاطة بردود فعل الجسم عند التواصل مع الغير عن طريق ملاحظة الحركات الصغيرة والبسيطة للوجه والجسد.

3- مالك شبل، الجنس والحريم روح السراري/ السلوكات الجنسية الهامشية في المغرب الكبير، ترجمة عبد اللّه زارو، المغرب 2010،  دار النشر أفريقيا الشرق الصفحة 6.

مفاهيم مهمة:


4- الأيقونة Icone: هي علامة تشبه موضوعها في الإدراك الحسي، وهذا هو ما يميز صورتها البصـرية عن باقي الأنظمة الدالة، ومن أبرز خصائصها أنها تحاكي نموذجها الأصلي محاكاة مباشرة: ( مثل صورة القط  التي تشبه القط، عكس العنصر الصوتي أو المكتوب).

5- الإيماءات الجسدية: وتعتبر من الأنظمة الدالة الأكثر تعقيد، فالمجال العام يضم مجموعة من الأفراد يعملون على إختزال الوقائع الطبيعية إلى ظواهر ثقافية، وليس العكس أي جر الوقائع الثقافية إلى ظواهر طبيعية، تتولد خلال عمليات التفاعل هته ( ضحك، مشي سريع أو بطيء، الرقص، اللعب بشعر، رفع اليد... ) هذه العمليات ليست أشكال طبيعية وإنما هي أشكال عرفية وثقافية.

6-المؤشر Index : هو علامة تسمح بالاستدلال عن طريق الاستنتاج ( الدخان بوصفه مؤشر على النار مثلا ).                             

  

التعليقات



إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

aatif errabiy

2016